Description

 المصدر (Q) هو نظرية لتفسير التشابه بين الأناجيل (متى، مرقس، لوقا)، وهو نظرية فرضية يقبلها البعض، ويرفضها البعض الآخر.
إذا فرضنا صحة هذه النظرية، فالمصدر (Q) عبارة عن 200 آية موجودة في إنجيلي متى ولوقا وهي عبارة عن أقوال وتعاليم للمسيح.
هذه التعاليم دونها أتباع المسيح عندما سمعوها منه، وعندما قام البشيران متى ولوقا بكتابة إنجليهما بإرشاد الروح القدس، اقتبسا هذه الأقوال، وبالتالى فهي موجودة وليست إنجيلًا مفقودًا تم اكتشافه كما يدّعون.
إن الأناجيل الثلاثة الأولى القانونية سجلّت لنا سيرة المسيح، ليس فقط تعاليمه، بل بعض أحداث ولادته وطفولته، وموته وقيامته، ومجيئه الثاني ورغم أن المسيح قدّم أسمى التعاليم البشرية: “كان يسوع يطوف كل الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب” (مت4: 23). وبعد أن قدم في عظته على الجبل، أسمى التعاليم “بهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة” (مت7: 28). ورغم هذا لم يأت المسيح كمعلم فقط، بل جاء كمخلّص ليموت فداء عن البشرية لأنه “ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية” (مت20: 28). وكان لابد أن يقوم المسيح من الموت “إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه” (أع2: 24).
عندما نذكر أن إنجيل قد اقتبس من آخر فهذا لا يعني انكار وحي الكتاب المقدس، لأننا نؤمن بكل ثقة ويقين وثبات أن الروح القدس كان فعّالًا وعاملًا ومسيطرًا في كتابة هذه الأناجيل وقد عمل بالكيفية التالية:
أ- لقد ذكر الكتَّاب بما قاله المسيح، وقد سبق المسيح وقال: “وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلَّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يو14: 26).
ب– لقد فسّر وكشف عن أمور لم يستطع المسيح أن يقولها للتلاميذ، لأنهم لم يكونوا في حالة يستطيعون فيها أن يفهموها مثل: دخول الأمم إلى الإيمان ونوالهم الروح القدس، عدم أهمية الناموس في الخلاص، وغير ذلك (يو16: 12-15؛ أع8: 4، 5، 10: 44-48؛ أف3: 5-9… إلخ).
جـ- إن الروح القدس هو الذي أرشد كتبة الأناجيل إلى انتقاء المادة التي يكتبونها من بين المواد الأخرى.
هناك نظريات فرضية أخرى لتفسير هذا التشابه مثل:
أ– التقليد الشفهي: هذه النظرية تفترض أن كل واحد من البشيرين كتب مستقلًا عن الآخرين، واستقى المادة التي كتبها لا من مصادر مكتوبة بل من روايات شفهية لأقوال وأعمال يسوع، والتي من كثرة تكرارها اتخذت صورة ثابتة نسبيًا، وأول من دافع عن هذا المصدر الشفهي هو جيسلر (1818م)، وأيّد هذا الفرض في بريطانيا كلا من: الفورد، ووستكوت، ويدافع عنه اليوم مع بعض التعديلات د. رايت.
ب– نظرية المصادر الثلاثة (أو المصدرين المعدلة): بحسب هذه النظرية هناك مصدر ثلاثي اقتبس منه مرقس ومتى ولوقا، أو اقتبس منه مرقس، ومن مرقس اقتبس متى ولوقا.
جـ- نظرية متى الآرامي: هذه النظرية افترضها المفسر “فاجاني” وبحسب هذه النظرية هناك إنجيل متى المكتوب باللغة الآرامية، وقد تُرجم إلى اللغة اليونانية ومن هذا الإنجيل (غير الموجود الآن) اقتبس إنجيل متى الحالي، وأيضًا إنجيل مرقس، والذي تأثر من جهة أخرى بالرسول بطرس، وإنجيل متى الحالي، وأيضًا إنجيل لوقا اقتبسا من مصدر يوناني آخر.
(الكتاب المقدس: وحيه وعصمته والهجوم عليه. د. فريز صموئيل)
المراجع:
(1) المدخل إلى العهد الجديد، ص175-176.
(2) المرجع السابق، ص453.
(3) تكوين الأناجيل، الآب فاضل سيداروس اليسوعي، ص30-33.

Gallery

1 Review

Add Review & Rate

Add a review