Description

هذا الاسم يُطلق على مجموعة من الكتّاب والكتابات التي تلت أخر أسفار العهد الجديد، أي هي أقدم كتابات وصلت إلينا بعد نصوص العهد الجديد. وهي تعود إلى القرن الأول وبدايات القرن الثاني… الآباء الرسوليون هم سبعة كتّاب “كليمندس الروماني، أغناطيوس الأنطاكي، بوليكاربوس أسقف سميرنا، هرماس، بابياس، ديوجينوس، رسالة برنابا”.
ينقسم أباء الكنيسة الأوائل إلى ثلاث مجموعات أساسية: الأباء الرسل، أباء ما قبل مجمع نيقية، وأباء ما بعد مجمع نيقية. الأباء الرسل مثل القديس كليمندس من روما، والذين كانوا معاصرين للرسل وفي الغالب تعلموا على يديهم، وحملوا التقليد والتعليم الرسولي من الرسل الأوائل أنفسهم. أصبح لينُس، المذكور في تيموثاوس الثانية 4: 21 أسقف روما بعد استشهاد بطرس الرسول، وكليمندس جاء بعد لينُس. لهذا يعتبر كل من لينُس وكليمندس من الآباء الرسل. ولكن، يبدو أنه لا توجد أية كتابات تنسب إلى لينُس، بينما بقيت كثير من كتابات القديس كليمندس. ومع بداية القرن الثاني كان أغلب الآباء الرسل قد رحلوا ماعدا القلائل الذين ربما كانوا تلاميذ ليوحنا، مثل بوليكاربوس. ويقول التقليد أن يوحنا الرسول قد توفي في أفسس حوالى عام 98 م.
كتبوا في الفترة من 70 إلى 110م.
أكليمندس الروماني:
 كان أسقفا لروما (سنة92 إلى 100م)، اختلفت الآراء في شخصه، فالبعض يراه أحد معاوني الرسول بولس في الخدمة (في 4: 3)، والبعض يراه أنه القنصل فلافيوس كليمنس العضو في العائلة الملكية، حفيد الإمبراطور فسباسيان وابن عم الإمبراطور دومتيان، ورأى البعض أنه مجرد قريب للقنصل، أو عبد يهودي له حرره فحمل اسمه.
وهو الأسقف الثالث على روما بعد لينوس وأناكليتوس، سيم أسقفًا في السنة الثانية عشرة لحكم دومتيانوس، ومات في السنة الثالثة من حكم تراجان.
القديس أغناطيوس (35– 107م)
إغناطيوس الملقب الأنطاكي والذي يدعى أيضا ثيوفوروس (باليونانية: Θεοφόρος أي حامل الإله)، على الارجح أحد تلامذة الرسولين بطرس ويوحنا.هو ثالث أساقفة أو بطاركة أنطاكية بعد بطرس وإفوديوس الذي توفي حوالي سنة 68 م، وقد ذكر أبو التاريخ الكنسي أوسابيوس القيصري أن إغناطيوس خلف إفوديوس بشكلًا جعل فيه تسلسله الرسولي أكثر قربًا. حيث ذكر بأن بطرس نفسه أقامه على كرسي أنطاكية.
كانت خلاصة فلسفة إغناطيوس في الحياة هو ان يعيش عمره محاكيا حياة السيد المسيح. اعتقل إغناطيوس من قبل السلطات الرومانية وأرسل إلى روما تحت ظروف اعتقال شديدة القسوة (من رسالة إغناطيوس إلى أهل روما 5)
مات كشهيد في عاصمة الامبراطورية حيث ألقي في أحد المسارح الرومانية لتلتهمه الأسود في عهد الإمبراطور ترايانوس. وكانت غاية السلطات من ذلك هو ان يجعلوه عبرة لغيره من المسيحيين لكي يخافوا ويتوقفوا عن نشر معتقداتهم.
بليكاربوس أسقف أزمير (65– 155م):
من أهم الشخصيّات الكنسيّة في ولاية آسيا الصغرى في النصف الأول من القرن الثاني.
لا يُعرف شيئًا عن نشأته، إنّما حُوكم حوالي سنة 155م وكان عمره حوالي 86 عامًا، لذا فقد وًلد حوالي سنة 69م، وتعمد في صباه.
يرى البعض أن بوكوليس Bucolus أسقف سميرنا سامه شماسًا، فشهد للمخلّص بالكلام كما بحياتهم، وكان يواجه الأمم واليهود والهراطقة، فسامه كاهنًا وهو صغير السن، وقد قال عنه الأسقف أنّه مستحق أن يكون مشيرًا ومشاركًا له في التعليم.
هرماس
جاء في القانون الموراتوري Muratorian Fragmenton the Canon الذي يعود إلى القرن الثاني أن هرماس صاحب كتاب الراعي هو أخو بيبوس الأول أسقف روما (140-150 م.)، وارتأى أوريجينوس أن صاحب هذا الكتاب هو هرماس المذكور في (روميّة 16: 14).
يقول عن نفسه أنّه كان عبدًا. بيع في روما إلى سيّدة رومانيّة تسمى روده Rhoda؛ فأحس في بادئ الأمر بعاطفة الأخوة من نحوها، ثم تطلّع إلى جمالها فاشتهى أن تكون له امرأة (رؤيا1: 1). اطلقت سبيله، فاشتغل بالزراعة والتجارة فصار غنيًا. تزوّج من امرأة ثرثارة، وأغفل أمر عائلته، فانغمس أولاده في الشر (رؤيا1: 3)، وافتقر بسببهم (رؤيا1: 2؛ 2: 3؛ 3: 6).
إذ حدث اضطهاد، تمسّك هو وزوجته بالإيمان، بينما أنكر أولاده الإيمان، وتحمس للتوبة، فوضع كتابه “الراعي” ليبحث عن التوبة، مظهرًا أن نقاوة الكنيسة في خطر بسبب استفحال الخطيّة، وأن النهاية قد اقتربت.
القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرى (حوالي سنة 80-160 م.)
يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس.
كان رجلًا ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتمامًا خاصًا بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: “تفسير أقوال الرب” Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس.
رسالة برنابا
هي مقال لاهوتي أو عظة، لها مظهر الرسالة، تهدف إلى توضيح العلاقة بين المعرفة والإيمان كما جاء في الفصل الأول (5:1) “أن تصير معرفتكم كاملة جنبًا إلى جنب مع إيمانكم”.
وقد وجدت هذه الرسالة ضمن مخطوطات النسخة السينائية للكتاب المقدس، والتي ترجع إلى القرن 4 م. ويرد نصها بعد سفر الرؤيا – كذلك اعتبر العلامة أوريجانوس (ق 3 م.) هذه الرسالة من ضمن الكتاب المقدس، أما يوسابيوس المؤرخ (ق4م) فقد صنفها من بين الكتابات المختلف عليها، ثم جاء جيروم (ق4م) واعتبرها من الكتب المنحولة.
المراجع
تاريخ الفكر المسيحي، يوحنا الخضري، جـ1
يوسابيوس الكتاب الثالث
إلوهية المسيح، دكتور فريز صموئيل
الأباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الأبائية

Add Review & Rate

Be the first to review “الأباء الرسل”