أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشَافْعِي الأشْعَرِيْ، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري، وُلد الغزالي في بلاد فارس ما بين عامي 1055 و1058م. كان فقيهًا وأصوليًا وفيلسوفًا، وكان صوفيّ الطريقة، شافعيّ الفقه.
كان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ في عدّة علوم مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عددًا من الكتب في تلك المجالات.
لفت بعلمه انتباه كبير وزراء السلاجقة الذي عيّنه معلمًا في إحدى المدارس الدينية المرموقة في بغداد، ثم صار صاحب نفوذ كبير داخل البلاط الملكي، حتى إنه صار مشيرًا للسلطان وكاتمًا لسره.
وفي عام 473هـ، رحل الغزّالي إلى نيسابور ولازم إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (إمام الشافعية في وقته، ورئيس المدرسة النظامية)، فدرس عليه مختلف العلوم، من فقه الشافعية، وفقه الخلاف، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة.
عندما تُوفي أبو المعالي الجويني سنة 1085، خرج الغزالي إلى «العسكر» أي «عسكر نيسابور»، قاصدًا للوزير نظام الملك (وزير الدولة السلجوقية)، وكان له مجلس يجمع العلماء، فناظر الغزالي كبار العلماء في مجلسه وغلبهم، وظهر كلامه عليهم، واعترفوا بفضله، وتلقوه بالتعظيم والتبجيل. كان الوزير نظام الملك زميلًا للغزالي في دراسته.
توفي 19 ديسمبر 1111م، في «الطابران» في مدينة طوس بإيران.
المراحل الفكرية التي مرّ بها الغزالي
قبل أن يستقر أمر الغزالي على التصوف، مرّ بمراحل كثيرة في حياته الفكرية، كما يرويها هو نفسه في كتابه المنقذ من الضلال، فابتدأ بمرحلة الشكّ بشكل لا إرادي، والتي شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني، ودخل في مرحلة من السفسطة غير المنطقية حتى شُفي منها بعد مدة شهرين تقريبًا. ليتفرّغ بعدها لدراسة الأفكار والمعتقدات السائدة في وقته، يقول: «ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق: المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر. والباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم. والفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان. والصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة».
مؤلفاته:
ألّف الإمام الغزّالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم، حتى قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره لأصاب كل يوم كتاب. وقد وضع الباحثان جميل صليبا وكامل عياد قائمة بمؤلفات الغزالي، ضمت 228 كتابًا ورسالةً ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود.
وكان من أشهر مؤلفات الغزّالي في التصوف كتابه “إحياء علوم الدين”، والذي قد حاز شهرةً وانتشارًا ما لم يقاربه أي كتاب من كتبه الأخرى، حتى صارت نسخه المخطوطة مبثوثة في مكتبات العالم.
المراجع
معجم البلدان، ياقوت الحموي.
موقع واي باك مشين.
جورج طرابيشي (2006). معجم الفلاسفة (ط. الثالثة). بيروت، لبنان: دار الطليعة.
موقع الإمام الغزالي https://www.ghazali.org/site-ar/