بقلم/ مات سليك Matt Slick
اللهُ؛ لكن بأي معيار أخلاقي يحكمون عليه؟ وإذا كان لهم رأيهم الخاص، فكيف يُثبِت الرأي أن الشكوى صحيحة؟ هل هناك بعض الحقيقة الأخلاقية الشاملة التي يعرفون عنها والتي يعلنون بها أن دينونة الله على الأشرار خاطئة إلى حد ما؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين هي هذه الحقيقة؟ وأين هو معيار حُكمهم؟ لذا، إذا قالوا إنهم لا يريدون أن يؤمنوا بالله لأنه يرسل الناس إلى الجحيم، فهل يقولون أيضًا إنهم لا يريدون أن يحكم الله على الأشرار؟
يجب على منتقدي دينونة الله أن يفهموا أن الله قدوس بشكل لا يُمكن تصورُه .عندما يخالف أي شخص قانون الله عن طريق ارتكاب الخطية، تتم إدانتُهُ. وسيتم تنفيذ الدينونة في ذلك اليوم الأخير عندما يذهب الناس إلى السماء أو الجحيم. إن السبب في أن الله يحكُم على الناس هو أنهم يرفضون تضحيته المُحِبَّة بنفسه على الصليب لتطهيرهم من خطاياهم .لذلك، إذا رفضوا ما قدمه الله لهم، فإن دينونة الله ستقع عليهم، وهذه الدينونة هي الجحيم.
إن قرار عدم الإيمان بالله، الذي من شأنه أن يُدينُ الناسَ بسبب تمردهم وخطيتهم، هو في الأساس بيان للموافقة على الخطية. خُلِق الجحيم في الأصل لإبليس وملائكته .في المستقبل، سيحتوي على أولئك الذين ينضَّمون إلى الشيطان في رفض الله .إذا رفضت تدبير الله لمغفرة خطاياك، فسوف تنضَّم إلى الشيطان الذي رفض الله منذ البداية .فهل هذا ما تريده؟
هل يمكن أن تؤمن بإله قد صارَ إنسانًا، وتأَّلمَّ على أيدي البشر، وقُتِل على أيديهم، وكل ذلك حتى يكون موته بمثابة دفع ثمن خطاياهم؟ إن هذه لمحبةٌ غامرة! الله ينقذ الناس الذين يستحقون الذهاب إلى الجحيم؛ وكلنا نستحق ذلك .تذكر أن الإله نفسه، الذي يرسل الناس إلى الجحيم، مات أيضًا من أجلهم .إذا رفضوا ما أعطاهم الله، فماذا يبقى لله أن يفعل؟ عليه أن يحكم عليهم.
سواء كنت تؤمن بأمرٍ ما أم لا، فهذا لا يغير حقيقة وجوده .تحدث يسوع كثيرًا عن الجحيم (متى25: 41-46؛ مرقص9: 47-48؛ لوقا16: 19-31) وحذرنا حتَّى لا نذهب إلى هناك .هل تقول أن يسوع لم يعرف عمَّا كان يتحدث؟ هل تُعنى ضمنيًا أنه من الظلم أن يرسل الله الناس إلى الجحيم؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت تتهم الله بالظلم .الخطية خاطئة ويجب معاقبتها. فماذا تريد أن يفعل الله لمن يقاومه ويفعل الشر؟ أتريده أن يتجاهل ما هو خطأ؟ أتريده أن يدير رأسه وألا يكون قدوسًا وبارًا؟