أنطوني جيرارد نيوتن فلو (11 فبراير 1923 – 8 أبريل 2010)
فيلسوف بريطاني اشتهر بكتاباته في فلسفة الدين. أمضى معظم حياته ملحدًا مخلصًا لمبادئه، وعنيدًا في الدفاع عنها. ألَّف أكثر من ثلاثين كتابًا تدحض فكرة الألوهة. غير أنه في آخر حياته، ألَّف كتابًا نسخ كل كتبه السابقة، والتي تدور حول فكرة الإلحاد. أما كتابه الذي وضع فيه تصوراته النهائية لما اعتقد أنه الحقيقة فحمل عنوان “هناك إله” فتعرَّض لحملة تشهير ضخمة من المواقع الإلحادية حول العالم؛ لأنه كان يُعد على مدى خمسين عامًا أحد أهم منظَّري الإلحاد. وهكذا تراجع فلو في آخر حياته فجأة عن كل ما اعتنقه سابقًا.
لقد تميَّزفلو بموضوعيته الحاضرة في جميع أطروحاته واستشهاده بقوانين الطبيعة لإثبات آرائه. ليتخلَّى عن إلحاده في آخر أيامه بعض تفحص عميق للأدلة، ليعلن من بعدها إيمانه بضرورة وجود إله.
خلال المرحلة الجامعية حضر فلو الاجتماعات الأسبوعية لنادي سي. إس. لويس السقراطي، بشكل منتظم. وعلى الرغم من أنه وجد لويس “رجل عاقل وبارز” و”إلى حد بعيد أقوى المدافعين المسيحيين على مدى السنوات الستين أو أكثر بعد تأسيسه لهذا النادي”، لكنه لم يكن مقتنعًا بحجة لويس عن الأخلاق كما وجدها في المسيحية المجردة. انتقد فلو العديد من البراهين الفلسفية الأخرى لوجود الله. وخلص إلى أن الحجة الوجودية على وجه الخصوص فشلت، لأنها تقوم على فرضية أن مفهوم الكينونة يمكن اشتقاقها من مفهوم الخير. فقط النماذج العلمية المجادلة الغائية أعجبت فلو بشكل حاسم.
كان فلو معاديًا بشكل خاص للإسلام، وقال إنه «يفضل وصفه بالطريقة الماركسية كأيدولوجية توحيد وتبرير تخص الإمبريالية العربية». في لقاء ديسمبر 2004 قال: «أنا أفكر في إله يختلف كثيرًا عن إله المسيحية وبعيدًا جدًا عن إله الإسلام، لأن الاثنين يصوران على حد سواء كما لو أنهما طغاة قاهرون شرقيون، كصدام حسين كوني».
تزوج فلو في 28 حزيران 1952، وكان لديه ابنتان. توفي فلو في 8 أبريل 2010، حينما كانت تتم رعايته في مرفق الرعاية الممتدة في ريدنج، إنجلترا.
وُلد في لندن، وتلقى تعليمه في مدرسة (سانت فيث) بكامبردج تليها مدرسة (كينجز وود) ب باث. ويقال إنه قد استنتج من سن 15 سنة عدم وجود الله. وخلال الحرب العالمية الثانية درس اليابانية في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن، وكان ضابط مخابرات في سلاح الجو الملكي. بعد فترة بالخدمات المشتركة في القسم الطوبوغرافي في أكسفورد، وقد تم إرساله إلى حديقة بارك في يونيو 1944.
