الاستشراق في معناه اللغوي يدلّ على الاتجاه نحو الشرق و”استشرق: طلب علوم أهل الشرق ولغاتهم.. يُقال لمن يعنى بذلك من علماء الفرنجة” (رضا، 1959، مج3، ص 310).
والدول الشرقية تسمّى (The orient)، والإنسان الشرقي (Oriental)، وكلّ من يبحث في تاريخ الشرق وأحوال أُممه يُدعى (Orientalist) أو مستشرق.
هي حركة فكرية وفلسفية أسسها البيروقراط في بريطانيا، بغرض فهم ثقافات وفلسفات وأديان الشرق، إبان الاستعمار البريطاني للهند في أواسط القرن الثامن عشر.
وهو ينسحب في الاصطلاح على مجمل الدراسات والبحوث التي اهتمّت بتراث الشرق وحضارته وأحواله وآدابه وتاريخه ولغاته وأديانه.. وأسهمت في صياغة التصورات الغربيّة عنه عامةً والعالم الإسلامي تخصيصًا. ولم يظهر هذا المصطلح إلا نهاية القرن الثامن عشر تحديدًا في إنجلترا سنة 1779م، ثمّ في فرنسا سنة 1799م، وتم إدراجه في قاموس الأكاديميّة الفرنسيّة سنة 1838م، وإن كان مثل هذا الاهتمام بالمسائل الشرقيّة قد بدأ رسميّا مع صدور قرار مجمع فيينا الكنسي سنة 1312م، ببعث عدد من كراسي اللغة العربيّة في بعض الجامعات الأوروبيّة.
ويميّز الدارسون بين أنواع شتى في الاستشراق، فمنه الأكاديمي وينطبق على كلّ من يقوم بتدريس مسائل ترتبط بالشرق أو يكتب عنها أو يهتمّ بالبحث فيها وهو الشائع، ومنه أيضًا ما يشتق للتعبير عن أسلوب من الفكر أساسه التمييز بين الشرق والغرب معرفيًا ووجوديًا، وينسحب على عدد من الأعمال الفنيّة التي تقدّم صورة مخصوصة للشرق أو أحكامًا عنه.
ومن وجوه الاستشراق أيضا توجّه غربي هدفه بسط السيادة على الشرق، وقد يكون هذا الفهم عاملًا من عوامل تنصّل عدد من المستشرقين المعاصرين من لقب المستشرق ورفضهم له.
يمكن تقسيم البحوث التي كتبها المستشرقون إلى ما يأتي: التاريخ، الاقتصاد، الجغرافية، اللغة، الآداب، علم الإنسان، الفنون، الأديان، الفلسفة، علم الآثار.
أمّا الفروع الموجودة في الجامعات الغربية، والتي اختصّت بدراسة تاريخ الأمم السابقة وأحوالها، فهي: فرع دراسة المصريين، فرع دراسة الآشوريين، فرع دراسة الإيرانيين، فرع دراسة العرب، فرع دراسة الأتراك، فرع دراسة الصينيين، فرع دراسة الهنود، فرع دراسة اليابانيين، فرع دراسة الساميين والسومريين.