مصطلح “المثلية” مُشتق من كلمة “المِثل”، “أي اشتهاء نفس الجنس، بمعنى أن يشعر الشخص بانجذاب نفسي وعاطفي وجنسي ناحية الأشخاص من نفسه جنسه، وهو ما يعني أن الشخص يعشق ويمارس الجنس مع شخص من نفس الجنس (رجل مع رجل وامرأة مع امرأة)”(1) وهو “ترجمة حرفية للمصطلح Homosexuality، والذي وضعه العالم السويسري الدكتور بنكرت عام 1869، ويتكون من كلمتين: الأولى Homo وهي كلمة يونانية تعني مثل like أو same، والثانية Sexuality وتعني العلاقة الجنسية، وهاتان الكلمتان تُشكلان مُصطلحًا واحدًا يعني الجنسية المثلية”(2)
و”المثلية الجنسية” كمصطلح يُستخدم للتعبير عن الانجذاب العاطفي والعلاقة الجنسية بين فردين من نفس الجنس، ذكر مع ذكر، وأنثى مع أنثى، وهي “ليست مقصورة على المواقعة الجنسية – فقط – كما يتصور الكثيرون، فالعناق والتقبيل والاستعراء وتبادل الاستمناء باليد أو الفم كلها صور مختلفة للجنسية المثلية”(3) وقد تعددت الآراء والتعريفات الخاصة بالمثلية الجنسية، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
– عرَّف معجم علم النفس والطب النفسي “المثلية الجنسية” بأنها: “علاقات جنسية بين أفراد من نفس الجنس، وتتدرج من التخيلات والمشاعر، وتمتد عبر التقبيل والاستمناء التبادلي إلى الاتصال الجنسي التناسلي، أو الفموي، أو الشرجي”(4)
– معجم الطب النفسي والعقلي يُعرِّفها بأنها: “طريقة منافية للطبيعة في ممارسة الاتصال أو الجماع الجنسي بين الذكور، ويشتمل بمعناه الأوسع على انحراف عن الجماع الجنسي الغيري والسوي”(5)
– أما الجمعیة الأمریكیة للطب النفسي (APA) فقد عرَّفت المثلية الجنسية بأنها: “نمط ثابت من الانجذاب العاطفي أو الرومانسي تجاه الأفراد من الجنس المماثل، ويتراوح التعلق بالجنس المماثل بين الاشتهاء التخيلي الغامض لفرد من جنس مماثل وبين ممارسة الفعل الجنسي المنحرف مع مثيل جنسى”(6)
– وقد عَرَّفت المحكمة العليا بواشنطن مثلي الجنس بأنه: “هو الشخص الذي يختار إظهار رغبة جنسية لديه تجاه أشخاص من نفس جنسه، ويمتلك الميول النفسية للارتباط بممارسات جنسية مثلية ناجمة عن هذه الرغبة”(7)
ومن التعاريف الهامة للمثلية الجنسية أيضًا: “هي انحراف جنسي يتمثل في الشعور باللذة والشبق من خلال ممارسة الجنس مع نفس نوعه، فيتجه الذكر لمثله، والأنثى لمثيلتها.”
ومن خلال التعريفات السابقة – وغيرها من التعريفات التي لا يسمح المجال بحصرها جميعًا – يتضح أن “الجنسية المثلية” تُعبِّر عن التوجه أو الميل الجنسي والعاطفي للشخص الذي يُثار وينجذب رومانسيًا وجنسيًا وعاطفيًا ونفسيًا نحو شخص آخر من نفس الجنس. وليس من الضروري أن يكون الموضوع مقتصرًا فقط على ممارسة الجنس مع هذا الشخص، ولكن بمجرد شعوره بنوع من الانجذاب فإن تلك هي المثلية الجنسية.
(الجنسية المثلية مرض أم خطية د. القس أسامة عبده)
المراجع:
(1) مصطفى بيومي، الشذوذ الجنسي في الأدب المصري، (القاهرة: دار النون للنشر والتوزيع، 2009)، ص 252.
Broderick C. Marriage and the Family, 2nd Ed., New Jersey: Prentice Hall, 1984, p. 96. (2)
(3) كولن ولسن، الجنس والشباب الذكي، ترجمة: أحمد عمر شاهين، (القاهرة: مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، 1996)، ص 29.
(4) جابر عبد الحميد جابر وعلاء الدين كفافي، معجم علم النفس والطب النفسي، ج 4، (القاهرة: دار النهضة العربية، 1988)، ص 1563.
(5) محمود عواد، معجم الطب النفسي والعقلي، الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، 2011)، ص .406
