Description

حوالي سنة 1370 وُلد جون هس في بلدة هوسينتس (Husinec) في منطقة بوهيميا الجنوبية، والتي تقع هذه المنطقة الآن في جمهورية التشيك، من أبوين فقيرين… وعلى الرغم من ذلك تعلَّم في جامعة براج، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، وبعدها اتجه للكهنوت حيث رُسم كاهنًا في سنة 1401، واستمر أستاذًا في الجامعة.

تأثر جون هس كثيرًا بأعمال جون ويكليف، ولذلك اكتسب له أعداء في الكنيسة والجامعة لمجرد هذا التأثر، إذ كان ويكليف رمز الإصلاح ويكرهه كل (محافظ) في الكنيسة الكاثوليك. ورغم العداوة، كان جون يكرز ويعِظ في إحدى كنائس براج جاذبًا إليه انتباه الجمهور الفقير.

كان ذلك وقت الشقاق البابوي، وكان الولاء في مدينته التي يخدم بها، والتي كانت في بوهيميا، منقسمًا وكانت الجامعة نفسها منقسمة بين الأحزاب الألمانية والبوهيمية، الفريق الألماني انفصل ليكوِّن جامعة ليبنرج، وأصبح هس مدير الجامعة البوهيمية التي أصبحت فيما بعد معهدًا.

وحدثت مشاكل عدة، ليس فقط من العصبة الألمانية الأكاديمية، لكن أيضًا من الكنيسة ورئيس الأساقفة براج الذي كان في وقت سابق متعاطفًا مع هس، الذي أصدر بتشجيع البابا أمرًا بحرمان هس، لكن الملك والشعب احتجوا لأن هس كان قد أصبح وقتئذ رمزًا للوطنية، واستمر في هجماته على البابوية خصوصًا على موضوع بيع صكوك الغفران. مرة أخري صدر الأمر البابوي بحرمان هس ووضعت مدينة براج تحت الحرم البابوي، وحرمت عليها كل المواسم الدينية.  وحرصًا على سلامته، أقنع الملك جون هس أن يختفي، وكانت هذه هي الفترة التي ألَّف فيها أشهر أعماله (عن الكنيسة).

وبسبب سيرة وراء آراء جون ويكليف التي أدينَت من الجامعة ومن البابوية، نظر إلى جون هس كجزء من الثورة التي بدأت. والذي هدد حياة الكنيسة ذاتها، قالوا “إنه يمثل نوعًا من الفوضوية، وهو المبدأ الذي كان يدعو إلى نبذ البابوية، وأن يداس الأساقفة تحت النعال، وإلى تكسيح الرهبنة واستفزاز الثورة السياسية الاجتماعية”. ربما لم يفطن هس نفسه في بادئ الأمر، إلا أنه كان ينظر إليه كشخص خطير جدًا يستحق أقسى الإجراءات. وفي 1414، دعي مؤتمر في كونستانس وصدر قرار بابوي بحرمانه وسجنه كما أدان المجلس ويكليف، وأمر أن يحرق جسده إلا أنه بعد ذلك حكم عليه بالهراطقة وأحرقوه على قائم خشبي في 6 يوليو 1415.

“يقال إنه قال مصليًا: يا رب يسوع المسيح، من أجلك أحتمل هذه الميتة القاسية بفرح. وأسألك أن تغفر لجميع أعدائي.”

وفي روايات أخرى، يُذكر أنه قال:

“أنت تحرق أوزة (إشارة إلى اسمه باللغة البوهيمية)، ولكن بعد مائة عام ستظهر بجعة لا تستطيعون شيّها ولا طهيها.”

يُعتقد أن هذه الكلمات الأخيرة كانت نبوءة عن ظهور مارتن لوثر وحركة الإصلاح التي بدأت بعد حوالي قرن من وفاته.

المصادر

تاريخ الكنيسة في العالم: سهيل سعد

الكنيسة عبر العصور

Gallery

Add Review & Rate

Be the first to review “جون هس”