البابا رقم 159 على كرسي روما، وفي الواقع، هذا الرجل كانت له أطماع كبيرة، عندما صاغها أمام الشعب لكي يحظى بالموافقة على دفع الضرائب، صاغها في قالب مقدس، ولكن ما في القلب مختلف تمامًا.
في هذا الوقت، كانت الكنيسة الشرقية تعاني عبء الحكم العربي، ورأى البابا أن الفرصة سانحة لضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الكاثوليك لتكون تحت رئاسته، الأمر الذي كان حلمًا منذ مجمع خلقيدونية، وسيناريو الصراع في مصر والشام خلال القرون السابقة.
لذلك فكّر في قالب مقدس جميل يصيغ به الفكرة، ففي 19 نوفمبر عام 1095 دعا البابا أوريان مجلس كليرمون للانعقاد لمناقشة إرسال حملة إلى الأراضي المقدسة بدعوى حماية المقدسات… وكان هذا بداية لانطلاق الحملات الصليبية وبداية الصراع الحربي بين الغرب والشرق.
وكانت الحرب الصليبية لها دوافعها الدفينة عند أوربان الذي تولى البابوية، وجلس على كرسي الفاتيكان بين عامي “1088- 1099م”، بل إن الظروف ربما لن تسعفه مجددًا إذا ما تأخر قليلًا، فإلى جانب استعادة سلطة الكنيسة العسكرية والسياسية على كامل أوروبا، سيكون بمقدورها ضمان الأموال لها ولأوروبا الفقيرة عبر ثروات الشرق، كما أن البابا لا يريد أن تتمكن بعض الدول الإسلامية الناشئة مثل السلاجقة في العراق والشام، والمرابطين في المغرب في تكوين قوى جديدة تنقض على أوروبا.
لم يكن البابا يهتم كثيرًا إذا ما تعرضت الجيوش الأوروبية للهزيمة، وقتل الآلاف من شعبه نظير تلك الأهداف النبيلة التي سيعلنها في خطابه. وبعد الخطاب بدأت الحروب الصليبية الطويلة، والتي استمرت إلى عصور متقدمة.
المشكلة أن هذا الصراع تم تحت لواء المسيح وحماية الدين. ولكي يصرف على الحرب، اخترع الرجل أيضًا صكوك المغفرة ودخول الجنة، من أجل بث الحماس في قلوب الفقراء، للمشاركة في الحرب المقدسة كما كان يسميها، ليكون ذلك التاريخ أيضًا إيذانا ببدء ما يسمى تاريخيًا “صكوك الغفران”.
وقد سهل الأمر استنجاد إمبراطور الدولة البيزنطية ألكسيوس كومنين بالبابا من هجوم السلاجقة المسلمين على القسطنطينية، خاصة بعد أن أوقعوا بالدولة البيزنطية هزيمة مروعة في موقعة “ملاذ كرد” عام 463هـ / 1071 بقيادة السلطان ألب أرسلان، كادت أن تفضي بزوال الإمبراطورية، وهنا أدرك أوربان، أن بيزنطة لم تعد قادرة على حماية المسيحية والصليب، ومن ثم لا بد من تدخل الكنيسة لحماية أوروبا
ومن هذه النقطة بدأت حرب ضروس كانت لها آثار سيئة جدا على الكنيسة والشعب المسيحي.
المصادر
ويكبيديا – أروبان الثاني
اليوم السابع مقال بعنوان البابا أوربان الثاني. كيف أشعل الحرب بين الشرق والغرب؟
