الموضوع

واحدة من أهم وأصعب القضايا الخاصة بالعهد القديم هي مسالة عنصرية الله والتي اتضحت بقوة في إصدار أوامر الإبادة لبعض القبائل، ومنح أرضهم لليهود، فكأن الله فضَّل اليهود على العالمين، وفي سبيل هذا قتل واستباح غيرهم. هناك نصوص صعبة أمر الله فيها بوضوح بقتل فئة من البشر؛ نصوص مباشرة، ولا يمكن التجاوز عنها، وهي واضحة بشدة، وتحتاج لمعالجة وفهم لما حدث وقتها.
 بسبب هذه الحروب وهذه العنصرية، هناك مَنْ رأوا أن إله العهد القديم مختلف تمامًا عن إله العهد الجديد المحب الرؤوف، فإله العهد القديم لا رحمة ولا رأفة لديه، بل صفاته كلها عبارة عن تشدد وتعصب وأوامر ونواهي تصب في خانة أنه إله قاسي صارم عنيف، بينما إله العهد الجديد وصل لدرجة أن تجسد لفداء البشرية من معاصيها، فتجسد وصُلب ومات، فما هذا التناقض الصارخ بين الإلهين؟ يقول الكتاب المقدس والمسيحيون إنه إله واحد وليسا اثنان كما قال مارسيون وغيره.
هناك مَنْ رأوه مجرم حرب يجب محاسبته على أوامره بالقتل، وهناك مَنْ رأوه رحيمًا لكنه يعاقب بسبب عدله. رؤى مختلف، قضية شائكة، موضوع صعب يجب أن نناقشه.
سيناقش الباحث هذه القضية بطرح عدد من الأسئلة لتبيان حقيقة هذا الإله. هل فعلاً اختلف عن إله العهد الجديد؟ هل هو فعلاً قاسي وعنيف؟ وهل كانت له أي علاقات مع غير اليهود أم أنه انكفأ على نفسه مع اليهود فقط؟ هل أطلق لليهود العنان للقتل والذبح والاستعباد في كل زمان ومكان، وبالتالي فما تفعله الصهيونية في الفلسطينيين عادي ومقبول؟ هل يحق له أن يعاقب على الشرور، أم أنه يجب أن يكون رحيمًا ويمنح الفرص للبشر؟ وهل من الأصل له الحق في عقابهم؟ وغيرها من الأسئلة التي سيعرج الباحث على مناقشتها من خلال نصوص العهد القديم ذاته، لنفهم ماذا حدث ولما حدث.

1 تقييم

اضافة صورة وتعليق

إضافة تقييم