الموضوع

كليف ستيبلز “جاك” لويس (Clive Staples “Jack” Lewis) كاتب وباحث ايرلندي وُلد في 29  نوفمبر 1898 وتوفي في 22  نوفمبر 1963. تنوعت اهتماماته بين أدب القرون الوسطى وعلم العقائد في المسيحية والنقد الأدبي والبث الإذاعي والعلاقة الافتراضية بين الخير والشر، بالإضافة إلى سلسلة الأطفال الشهيرة التي كتبها،”سجلات نارنيا”، وكتب خيالية أخرى مثل رسائل سكروتيب وثلاثية الفضاء.
كان لويس صديقاً حميماً ل ج. ر. ر. تولكين، مؤلف سيد الخواتم. وكان كلاهما شخصيتين بارزتين في كلية الإنجليزية في جامعة أوكسفورد وفي المجموعة الأدبية غير الرسمية في أوكسفورد التي كانت معروفة بالإنكلينجز. وحسب مذكراته تحت عنوان “مفاجأة الفرح،” كان لويس قد تعمد في كنيسة أيرلندا عند الولادة، ولكنه ارتد عن إيمانه في سن المراهقة. وبفضل تأثير تولكين وغيره من الأصدقاء، رجع لويس إلى المسيحية في الثلاثين من عمره، وأصبح عضواً عادياً في كنيسة إنجلترا. وقد أثر تحوله الديني تأثيراً عميقاً على عمله، وجلبت له إذاعاته في زمن الحرب العالمية الثانية بشأن المسيحية شهرة واسعة.
في 1956، تزوج لويس من الكاتبة الأمريكية جوي جريشام، التي كانت أصغر منه ب17 سنة، والتي توفيت بعد 4 سنوات بسبب السرطان في ال45 من عمرها.
لقد تحول لويس من لامنتمي إلى ملء الإيمان والمعرفة والرؤية ، وكتب الكثير من الكتب التي أعلن فيها خبرته وفكره، أهمها كتابه “المسيحية البسيطة” (Mere Christianity) ، الذي تحدى فيه المسيحية الطائفية وأعلن مسيح كل العصور .
تمت ترجمة أعمال لويس إلى أكثر من 30 لغة، كما بيعت منها ملايين النسخ منها عبر السنين. وكانت سجلات نارنيا الأكثر مبيعا، وقد تم تعميمها في أشكال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية وسينمائية.
عاش “سي. إس. لويس” كملحد في فترة شبابه، وكان لا يأبه بشيء إلا العلم والخدمة العسكرية، على حد وصفه في كتابه “أدهشني الفرح”. أما عن قصة رجوعه للمسيحية، فهي من أشد القصص غرابة؛ فما جذب “لويس” للعالم الروحي هي تلك الأشعار الروحية لـ”جون ميلتون”، وكتابات “أفلاطون” الوجودية! كانت تلك الأشعار والتراتيل البسيطة بمثابة مفتاحًا أمام “لويس” لفتح مصاريع ذلك العالم السحري. فعلى الرغم من احتقاره للدين، وسخريته من أصدقائه المتدينين، كان لا يستطيع أن يمنع نفسه من قراءة تلك الأشعار التي كانت تطير به خارج العالم المادي، ليجد شعورًا عجيبًا يملأه على الرغم من إيمانه بأن تلك الكتابات هي من “أكاذيب الشعراء.” أحب “لويس” أكاذيب الشعراء خلسة، وشعر بأنه من المحال ألا يوجد عالم روحي وراء ذلك العالم المادي الجامد بما أن شيئًا ما يرتج بداخله بسببها، إلى أن أصبح مسيحيًا عام 1930. لم يعتقد “لويس” يومًا أنه قد سوى صراعته الفكرية كليًا، لكن هذا لم يمنعه من أن يكون مؤمنًا. وهو يعبر عن تلك الحالة ذاتها في قصته الرائعة “حكايات نارينا” أنه قد اختار أن يكون مسيحيًا حتى لو كانت المسيحية وهم؛ لأن ذلك الوهم هو بالطبع أفضل من فراغ الواقع. قال “لويس” إنه حتى لو كان المسيح خيالًا وليس حقيقة؛ يكفي أنه يجعل البشر قديسين؛ لذلك، قرر “لويس” أن يحافظ على ولائه إلى ذلك العالم الروحي الجديد. تلك العقيدة البسيطة هي ما جعلت “لويس” يحفظ إيمانه رغم كل شيء.
من أقواله:
أكن عميق الاحترام حتى للأساطير الوثنية، وهذا لا يمنع أن لديّ احترام أكبر لأساطير الكتاب المقدس. وأعتقد أن التفسير الذي يقول إن تفاحة جنة عدن تعد رمزًا خياليًا يحتوي على حقيقة أعمق بكثير من ذلك التفسير الذي يتعامل مع التفاحة من منظور حرفي. (سي. إس. لويس – مشكلة الألم).
حين يتوقف ألم أسناني، سأكتب فصلا جديدا عن الألم. لكن، إن توقف ألم أسناني، هل سأستطيع إدراك معنى الألم حينها؟ (سي. إس. لويس – الله في قفص الاتهام).
لا يشمل الاعتدال المسكرات فقط، بل جميع الملذات. ولا تطالب المسيحية بالامتناع الكلي عن الأشياء بل الاكتفاء بالقدر السليم وعدم تخطيه … لقد نتج أذى كبير من تقييد كلمة الاعتدال حول المسكرات فقط؛ فهذا يسهم في إنساء الناس أن يكونوا معتدلين في أشياء أخرى. فالرجل الذي يجعل كرة القدم مركز حياته … هو غير معتدل تمامًا مثل الرجل الذي يسكر كل ليلة. إنما بالطبع، لا يظهر ذلك في العلن. فكرة القدم لا تجعلك تترنح وتسقط على الطريق. لكن الله لا تخدعه المظاهر. (سي. إس. لويس – المسيحية المجردة)

صور

اضافة صورة وتعليق

كن أول من يكتب مشاركة "سي. إس. لويس"