الموضوع

هو العلم الذي يتحدث عن الله وطبيعته وصفاته وشرائعه ومعاملاته مع البشر في الكتاب المقدس وكذا في سائر التعاليم الإيمانية .
يأتي مصطلح “لاهوت” “theology” من دمج كلمتين يونانيتين بمعنى “دراسة الله”. والعلوم اللاهوتية المسيحية هي ببساطة محاولة لفهم الله كما هو معلن في الكتاب المقدس. ويعجز أي علم عن تفسير ومعرفة الله بطريقة كاملة، لأن الله أزلي غير محدود وأسمى مما يمكننا استيعابه. لذلك فإن أية محاولة لوصفه ستكون قاصرة (رومية 33:11-36). ولكن، الله يرغب أن نعرفه بقدر استطاعتنا، وعلم اللاهوت هو فن وعلم معرفة ما يمكننا أن نعرفه، وفهم ما يمكننا أن نفهمه عن الله بطريقة منظمة ومفهومة. وكثيرًا ما يبتعد الناس عن دراسة اللاهوت اعتقادًا منهم بأنه يسبب الانقسام. ولكن الحقيقة أن اللاهوت المفهوم والمدروس بطريقة صحيحة يوحّد ولا يقسم. فاللاهوت الكتابي السليم هو شيء جيد؛ فهو دراسة تعاليم كلمة الله (تيموثاوس الثانية 16:3-17).
تعريفات
يدعو توما الإكوينى، اللاهوتي الكاثوليكي الشهير، في كتابه الأول، في الفصل الأول، من القسم السابع من عمله الشهير “سوما ثيولوجيكا” (Summa Theologica)، علم اللاهوت “بالعقيدة المقدسة” وعرَّفه: “هو علم جامع بمعنى أنه يتكلم عن كل الأمور من وجهة نظر الله، فالله ذاته هو موضوع هذه الأمور أم أنها تشير إليه.”
واستخدم الإكوينى مصطلح علم اللاهوت أيضًا للإشارة إلى دراسة أي موضوع آخر تكون له صلة بالله أو يشير إلى الله.
وعرّف تشارلز هودج (من جامعة برينستون)، والذي عاش في الفترة ما بين 1797 و1879 اللاهوت في الفصل الأول من كتابه “علم اللاهوت النظامي” بقوله: “علم اللاهوت هو علم حقائق الإعلان الإلهى بقدر ما لهذه الحقائق من صلة بطبيعة الله وعلاقتنا به.”
عرف وليم ايمس، البيوريتاني (التطهري) المشهورالذي عاش من سنة 1576 إلى سنة 1633 في افتتاحية كتابه بأنه هو “عقيدة أو تعليم كيفية العيش لله.”
وتختلف نظرة ايمس لعلم اللاهوت عما سبق ورأيناه في ناحيتين على الأقل. الناحية الأولى هي: لم يستخدم ايمس في تعريفه كلمة “علم”. لكن ايمس عرّف علم اللاهوت بكونه “عقيدة أو تعليم،” بمعنى أن علم اللاهوت هو مسعى عقلاني نحو أفكار وتعاليم. لكنه، من ناحية أخرى، قلّل من أهمية التشديد على الصلة الوثيقة بين علم اللاهوت وأقسام المعرفة الأكاديمية الأخرى المقترحة في لغة كل من توما الإكوينى وتشارلز هودج.
ثانيًا: في الوقت الذي أكد فيه ايمس أن علم اللاهوت هو دراسة العقيدة، اعتبر أن موضوع هذه الدراسة هو “العيش لله.” فالإكويني، وإلى حد ما هودج كذلك، سلطا الضوء على علم اللاهوت كمجموعة من الحقائق والأفكار. أما ايمس فقد شدّد على أن علم اللاهوت يتعلق بعيش الإنسان لله.
هذا ويتفق اللاهوتي المعاصر جون فرايم مع وجهة نظر ايمس. ففي الفصل الثالث من كتابه، “عقيدة معرفة الله”، يعرّف فرايم علم اللاهوت بأنه: “تطبيق أشخاص لكلمة الله على كل مجالات الحياة”. (ص81 )
أنواع من علم اللاهوت:
1. علم اللاهوت الروحى: ويبحث في الأمور الروحية وبناء الإنسان روحيًا بمنهج سليم.
2. علم اللاهوت النظري: وهو الذي يبحث في الأمور الإلهية بطريقة نظرية معتمدًا على العقل فقط دون النقل من الكتب المقدسة.
3. علم اللاهوت العقيدي: وهو الذي يعتمد في دراسته على العقل والنقل معًا في كل المعتقدات المسيحية والإيمانية، ويبرهن على صحتها من العقل ومن الكتاب المقدس.
4. علم اللاهوت المقارن: وهو الذي يبحث في البدع والهرطقات، ويناقش نقطة البدء فيها والجلسات التي عقدت بسببها، والرد عليها بالبراهين العقلية والنقلية.
5. علم اللاهوت الأدبي: وهو الذي يبحث في الآداب والأخلاق المسيحية ونظم الشريعة وسلوك الإنسان ومسئولياته وعمل الضمير، ومفهوم الوصايا روحيًا وأدبيًا في المسيحية.
6. علم اللاهوت الطقسي: وهو العلم الذي يبحث في طقوس الكنيسة وترتيبها وصلوات وممارسات الأسرار من الناحية الطقسية وكذا في شكل الكنيسة وبنائها الطقسي ومحتوياتها وكل مستلزمات العبادة المسيحية.
7. علم اللاهوت الرعوي: وهو ما يسمى بعلم الرعاية، ولكن كلمة اللاهوت الرعوي أوضح وأقرب إلى الصواب، حيث إن الله هو الراعي الحقيقي. وهو يبحث في نظم الرعاية والخدمة ووسائل جذب النفوس وربحها وطرق الخدمة في المدينة والقرية وتنظيم إدارة الكنائس وتنظيم الخدمة بها.
8. علم اللاهوت الدستوري: وهو الذي يجمع كل معتقدات المسيحية والكنيسة كدستور وقانون وسجل لكل بنود المعتقدات الإيمانية في الديانة المسيحية.
9. علم اللاهوت الآبائي (أو التقليد): وهو علم الباترولوجي أي علم أقوال الآباء، وهو الذي يبحث في نصوص أقوال الآباء في الأمور اللاهوتية والمعتقدات الإيمانية، لتثبيت براهينها من أقوال الآباء القديسين المعترف بهم في الكنيسة المقدسة.
10. علم اللاهوت التفسيري: وهو الذي يقوم بتفسير الأسفار في العهدين القديم والجديد وشرح ما عسر فهمه، وارتباط الآيات معًا من جهة موضوع معين لإظهار التفسير السليم لآيات الكتاب المقدس، واستخراج الحقائق الإيمانية والمعتقدات اللاهوتية منه.
الموضوعات الأساسية التي يبحثها اللاهوت بفروعها هي:-
1. الثيولوجي: وهو الذي يبحث في الله ووجوده وصفاته وتثليث أقانيمه ومعاملاته مع خليقته.
2. الأنتربولوجي الإنساني: وهو الذي يبحث في أصل الإنسان وطبيعته وامتيازاته، وسقوطه ونتائج خطيئته.
3. السوتيريولوجي (الخلاص): وهو الذي يبحث في خلاص الإنسان ومعنى الخلاص وكيفيته وبركاته ونتائجه، والمفهوم الأرثوذكسى للخلاص في الحياة المسيحية ووسائط النعمة للمؤمنين.
4. الكريستولوجي: وهو الذي يتحدث عن شخصية المسيح ابن الله الوحيد في لاهوته وطبيعته وتجسده والفداء الذي أتمه على الصليب، وأعماله ومعجزاته.
5. الإكليزيولوجي (الكنسي): وهو النظام الذي يختص بالكنيسة، ونشأتها وعملها في المؤمنين بأسرارها المقدسة ونظام طقوسها في العهد القديم والعهد الجديد، والمعانى الروحية المرتبطة بها وكذا في نظم وترتيبات الخدمة بالكنيسة.
6. الأسخاتولوجي (الأمور المستقبلية): وهو الذي يبحث في النفس البشرية والحياة والموت والفردوس والسماء (الملكوت وجهنم) وعلامات المجيء الثاني والملك الألفي والاختطاف والدينونة.
7. البايبولوجي: هو الذي يبحث في الكتاب المقدس وموضوعاته الأساسية واستخراج التعاليم اللاهوتية والعقيدية الكتابية من الكتاب المقدس.

صور

اضافة صورة وتعليق

كن أول من يكتب مشاركة "علم اللاهوت"